بلاماسي توري: الشعب التونسي ليس عنصريا..الأفراد هم العنصريون
اعتبر بلاماسي توري الرئيس السابق لجمعية الطلبة والمتربصين الأفارقة في تونس وعضو جمعية "تونس ارض اللجوء" أن الاعتداء الأخير الذي طال فتاتين من ذوات البشرة السوداء السبت الماضي هو" جريمة حق عام تحمل طابعا عنصريا"، وشدد على أنه لا وجود لدولة عنصرية، وأن الشعب التونسي بدوره ليس عنصريا، لكنه يضم أفرادا عنصريين.
وأوضح بلاماسي خلال استضافته في برنامج "ميدي شو" اليوم الثلاثاء 27 ديسمبر 2016 أن المعتدي بسكين على فتاتين من الكونقو الديمقراطية في منطقة الباساج وفي وضح النهار، اعترف حين تم القبض عليه بأنه عانى مشكلة مع زوجته السابقة في فرنسا التي كانت من ذوات البشرة السوداء وتسببت في ترحيله من البلاد والعودة به إلى تونس. وأكد بلاماسي أن المعتدي صار يستهدف النساء ذوات البشرة السوداء، مما يجعل الاعتداء ذو طابع عنصري واستهدافا لجنس دون آخر.
أمثلة من السلوك العنصري في تونس
وأكد بلاماسي أن ذوي البشرة السوداء يتعرضون إلى مضايقات في الشارع وإلى سلوك عنصري، على غرار وصفهم "بالقرود" من الأطفال في الشارع في حين يبادر الكبار بالضحك على ذلك. كما بين أن الفتيات يتعرضن إلى التحرش الدائم والشتائم في الشارع، وهو ما تتعرض إليه التونسيات من ذوات البشرة البيضاء أيضا.وتطرق أيضا إلى سلوك عنصري تعرض إليه في عمله كاخصائي تخدير، حيث رفضت إحدى المريضات أن يفحصها بحجة أنه "أسود البشرة".
كما استنكر السخرية من ذوي البشرة السوداء خلال "سكاتش" تم تمريره في حصة تلفزية معروفة سنة 2014، وتم خلاله التسويق إلى خطاب عنصري ساخر دون أي ردع أو مساءلة. واستدرك بأنه "يعلم بوجود عنصرية ممارسة من أصحاب البشرة السوداء ضد من يختلف عنهم"، مشددا على أنه يجب النضال ضد العنصرية بكافة أشكالها.
إشكاليات إقامة
وأوضح الناشط الحقوقي أن الطلبة من أصول ''إفريقيا جنوب الصحراء" يعانون إشكاليات إجرائية في الحصول على رخصة الإقامة بتونس بسبب الوثائق المطلوبة والتي لا تكون متوفرة في التواريخ المحددة، ودعا إلى إعادة النظر في قانون إجراءات منح بطاقة الإقامة الذي لم يراجع منذ سنة 1962، لأنها لم تعد تتناسب مع وضعية الطلبة الأجانب خاصة بعد تحديد خطايا مالية لمن يقيم بتونس دون رخصة.
وأكد أن الجامعات ومعاهد التكوين المهني التي يرتادها الطلبة الأجانب لا تمنح شهادة حضور إلى بعد أشهر من التاريخ المحدّد لتقديمها للحصول على رخصة، ليجد الطلبة الأجانب أنفسهم مطالبين بدفع 20 دينار تونسي على كل أسبوع قضوه دون إقامة.
تجريم العنصرية مبادرة تستحق الشكر
وفي السياق نفسه، أفاد ضيف ميدي شو أنه التقى اليوم برئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر، ووصف اللقاء بالمهم والثري. وبيّن أنه يتم التوجه نحو تجريم العنصرية في تونس، وتمرير مشروع القانون في مجلس النواب. ووصف بلاماسي هذه المبادرة بالمهمة وبأنها تستحق الشكر رغم بطئ إجراءات إرسائها.